إدارة الشئون الفنية
جبر الخواطر ومراعاة المشاعر

جبر الخواطر ومراعاة المشاعر

25 يونيو 2021

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 15 من ذي القعدة 1442هـ - الموافق  25 / 6 / 2021م

جَبْرُ الخَوَاطِرِ وَمُرَاعَاةُ المَشَاعِرِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ الشَّرَائِعَ وَأَمَرَ بِتَعْظِيمِ الشَّعَائِرِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شَرَعَ لِعِبَادِهِ تَطْيِيبَ الخَوَاطِرِ وَمُرَاعَاةَ المَشَاعِرِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ المَبْعُوثُ بِالبَشَائِرِ وَالنَّذَائِرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ يُنَجَّى المُتَّقُونَ مِنَ الأَهْوَالِ وَالمَخَاطِرِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[ [الحديد: 28].

أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:

إِنَّ الْإِسْلَامَ أعْظَمُ دِينٍ، وَهُوَ أَكْمَلُ شَرَائِعِ الْخَلَّاقِ؛ فَهُوَ الدِّينُ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ الْعَقِيدَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالأَخْلَاقِ، فَبِالْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ الْقَوِيَّةِ وَالْعِبَادَةِ السَّوِيَّةِ وَالْأخْلَاقِ الْمَرْضِيَّةِ ؛ فَاقَتْ هَذِهِ الشَّرِيعَةُ كُلَّ الشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ وَالْأَرْضِيَّةِ؛ إِذِ الدِّينُ كُلُّهُ خُلُقٌ، فَمَنْ زَادَ عَلَيْكَ فِي الْخُلُقِ: زَادَ عَلَيْكَ فِي الدِّينِ.

وَمِنَ الْأَخْلَاقِ الَّتِي شَرَعَهَا الْإِسْلَامُ لِلْأَنَامِ: خُلُقُ جَبْرِ الْخَوَاطِرِ وَمُرَاعَاةِ الْمَشَاعِرِ، وَهُوَ خُلُقٌ إِسْلَامِيٌّ عَظِيمٌ، وَأَدَبٌ شَرْعِيٌّ قَوِيمٌ، وَمِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى: الْجَبَّارُ، فَهُوَ الَّذِي يَجْبُرُ الْكَسِيرَ، وَيُغْنِي الْفَقِيرَ، وَيُيَسِّرُ عَلَى الْمُعْسِرِ كُلَّ عَسِيرٍ. وَلَقَدِ اتَّصَفَ بِهَذَا الْخُلُقِ رَسُولُ الْبَرِيَّةِ، وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ صَفْوَةُ الْبَشَرِيَّةِ، فَبِالْأَقْوَالِ امْتَثَلُوا قَوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ: ] وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا[ [البقرة:83]، إِذِ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ وَبَشَاشَةُ الْوَجْهِ صَدَقَةٌ، فَكَانَتْ قُلُوبُهُمْ مُطَهَّرَةً نَظِيفَةً، وَأَلْسِنَتُهُمْ مُسَدَّدَةً عَفِيفَةً، لَا يَقُولُونَ إِلَّا حَقًّا، وَلَا يَنْطِقُونَ إِلَّا صِدْقًا. وَبِالْأَفْعَالِ اتَّبَعُوا خَيْرَهَا وَأَبَرَّهَا وَأَتْقَاهَا لِبَارِئِهِمْ، فَاتَّبَعُوا وَلَمْ يَبْتَدِعُوا، وَارْتَدَعُوا وَلَمْ يَتَجَرَّؤُوا عَلَى خَالِقِهِمْ، وَكَانَ كَلٌّ يُنْفِقُ مِمَّا آتَاهُ اللهُ، فَذُو الْمَالِ مِنْ مَالِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ لَمْ يُعْدَمِ الْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ يَتَصَدَّقُ بِهَا.

لَا خَيلَ عِندَكَ تُهْدِيهَا وَلَا مَالُ        فَلْيُسعِدِ النُّطقُ إِنْ لَمْ تُسعِدِ الحَالُ

وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُوَاجِهُ أهْلَ الْهَفَوَاتِ وَالْأَخْطَاءِ بِالشَّنَاعَةِ وَالْفَضِيحَةِ، بَلْ يَتَوَجَّهُ إِلَيْهِمْ بِالسَّتْرِ وَالنَّصِيحَةِ، مِنْ غَيْرِ تَشْهِيرٍ وَلَا تَعْيِيرِ، «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» [أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].

عِبَادَ اللهِ:

لَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْرَمَ النَّاسِ خُلُقًا؛ يَقْضِي حَوَائِجَ النَّاسِ وَيَتَفَقَّدُ أَحْوَالَهُمْ، فَيَجْبُرُ نُفُوسًا كُسِرَتْ، وَيُطَيِّبُ قُلُوبًا فُطِرَتْ، وَيُسَلِّي فِي مَآسٍ وَقَعَتْ، وَيُعَزِّي فِي مَصَائِبَ نَزَلَتْ، عَنْ قُرَّةَ المُزَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ، فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ -فَحَزِنَ عَلَيْهِ- فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا لِي لَا أَرَى فُلَانًا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا فُلَانُ، أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ»، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، قَالَ: «فَذَاكَ لَكَ» [أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ].

وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ وَلَا يُنَفِّرُ، وَيُيَسِّرُ وَلَا يُعَسِّرُ، وَيَرْحَمُ الْفَقِيرَ، وَيَجْبُرُ الْكَسِيرَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: «يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا»؟ [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

إِخْوَةَ الإِسْلَام:

وَمُرَاعَاةً لِلْخَوَاطِرِ مِنْ أَنْ تُكْسَرَ، وَلِلْمَشَاعِرِ أَنْ تُجْرَحَ؛ فَقَدْ أَمَرَ الشَّرْعُ بِالْإحْسَانِ إِلَى الْيَتِيمِ وَ السَّائِلِ بِمَا لَا يَكْسِرُ قُلُوبَهُمَا، وَلَا يَجْرَحُ مَشَاعِرَهُمَا، ]فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ[ [الضحى:9-10]. وَكَذَا شَرَعَ زَكَاةَ الْمَالِ وَصَدَقَةَ الْفِطْرِ تَعَبُّدًا لِلَّهِ، ثُمَّ دَفْعًا لِحَاجَةِ الْمَسَاكِينِ، وَجَبْرًا لِقُلُوبِ الْمُنْكَسِرِينَ، وَشَرَعَ التَّعْزِيَةَ لِتَخْفِيفِ آلَامِ الْمُصَابِينَ وَجَبْرًا للحَزْنَى وَالمَكْلُومِينَ، وَكَذَا مُشَارَكَةُ النَّاسِ فِي أَفَرَاحِهِمْ وَأَتْرَاحِهِمْ، كُلُّ ذَلِكَ لِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ وَتَطْيِيبِ الْخَوَاطِرِ. أَقُولُ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَلِيَّ الكَرِيمَ، وَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ نَلْقَاهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَرِضَاهُ.

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: إِنَّ مِنْ جَمِيلِ مَا يَتَّصِفُ بِهِ الْمُسْلِمُ الْمُوَحِّدُ أَنْ يَكُونَ جَابِرًا لِلْخَوَاطِرِ مُرَاعيًا لِلْمَشَاعِرِ، يَحْرِصُ عَلَى سَلَامَةِ الْقُلُوبِ وَطَهَارَتِهَا، وَيَصْطَفِي أَجْمَلَ الْأَقْوَالِ وَيُعْنَى بِعِبَارَتِهَا، وَقَدْ نَهَى الشَّرْعُ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ مُرَاعَاةً لِمَشَاعِرِ الْأَحْيَاءِ؛ فَعَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الأَحْيَاءَ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

وَكَانَ يُرَاعِي أَحْوَالَ الْمُصَلِّينَ فِي الْجَمَاعَةِ إِذَا طَرَأَ طَارِئٌ؛ لِئَلَّا يُشَوِّشَ عَلَيْهِمْ وَيَشْغَلَ بَالَهُمْ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ» [أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ]. وَجَاءَ بِمُرَاعَاةِ مَشَاعِرِ النَّاسِ حَتَّى الصِّغَارِ مِنْهُمْ، فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ [طَائِرٌ صَغِيرٌ] يَلْعَبُ بِهِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: «مَا شَأْنُهُ؟» قَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» [أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ].

حَتَّى جَاوَزَ ذَلِكَ إِلَى اللُّطْفِ بِالْحَيَوَانِ فَضْلًا عَنْ بَنِي الْإِنْسَانِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ [تُرَفْرِفُ بِجَنَاحَيهَا]، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا». وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ: «مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟» قُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ» [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ النَّوَوِيُّ].

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ جَبْرَ خَوَاطِرِ النَّاسِ يَتْرُكُ أثَرًا عميقًا فِي نُفُوسِ الْمَجْبُورِينَ قَدْ لَا يَنْسَوْنَهُ مَا دَامَتِ الدِّمَاءُ تَجْرِي فِي عُرُوقِهِمْ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي هَذَا مِنْ تَرْسِيخِ الْمَحَبَّةِ وَدَوَامِ الْمَوَدَّةِ وَتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ، وَهَكَذَا الْكِرَامُ مِمَّنْ أُحْسِنَ إِلَيْهِمْ لَا يَنْسَوْنَ مَنْ أَسْدَى إِلَيْهِمْ مَعْرُوفًا أَوْ وَاسَاهُمْ فِي بَلِيَّةٍ.

وَاحْرِصُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى الْأَخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الاحْترَازِيَّةِ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني